
في وقت تتصاعد فيه حدة المنافسة العالمية على إنتاج أشباه الموصلات، يبدو أن شركة سامسونج الكورية الجنوبية تتراجع خطوة إلى الوراء
في حين تمضي شركتا TSMC التايوانية و Micron الأميركية قدماً نحو تعزيز هيمنتهما في هذا القطاع الاستراتيجي.
فبحسب شركة “Semiconductor Intelligence”، تتجه سامسونج إلى خفض استثماراتها في معدات أشباه الموصلات بنسبة 11% بحلول عام 2025، مع توقعات بأن تبلغ نفقاتها الرأسمالية نحو 30.3 مليار دولار، مقارنة بـ34 مليار دولار العام الماضي.
لماذا تراجعت سامسونج؟
ويعزو التقرير هذا التراجع إلى خسارة الشركة لبعض عملائها الرئيسيين، ما دفعها إلى تقليص إنفاقها على المعدات الحيوية في تصنيع الرقائق. ويُشار إلى أن سامسونج كانت قد خفضت استثماراتها أيضاً بنسبة 8% خلال عام 2024.
في المقابل، تتجه كل من TSMC وMicron إلى رفع مستوى استثماراتهما بشكل ملحوظ. إذ تخطط TSMC لإنفاق ما بين 38 و42 مليار دولار خلال عام 2025، بزيادة قدرها 34%، في مؤشر واضح على ثقتها المتزايدة في الطلب العالمي على الرقائق المتقدمة.
أما شركة Micron الأميركية، فتعتزم ضخ 14 مليار دولار في استثماراتها للعام المالي 2025 الذي ينتهي في أغسطس، ما يمثل قفزة بنسبة 73% مقارنة بالسنة السابقة، وفقاً للتقديرات.
أقرأ أيضا: TSMC تواجه تحديات: مصنع أريزونا للرقائق يخرج عن الجدول الزمني ويرفع التكاليف
هذا التحوّل يأتي في ظل استمرار السباق العالمي للسيطرة على صناعة الرقائق، لا سيما مع دخول الولايات المتحدة بثقلها بعد إقرار قانون “CHIPS والعلوم” الذي أطلقه الرئيس جو بايدن لتعزيز الإنتاج المحلي لأشباه الموصلات.
لكن ورغم الدعم الحكومي الأميركي الكبير، لم يؤدِّ القانون حتى الآن إلى ارتفاع ملحوظ في إجمالي الإنفاق الرأسمالي العالمي في هذا القطاع، ما يشير إلى أن المنافسة لا تزال مشتعلة وأن التحديات مستمرة في ظل توترات جيوسياسية وسلاسل توريد معقّدة.