ضغط النفقات والسعي للربحية..كيف تواجه الشركات الناشئة نقص التمويلات؟

تحديات قوية تواجه الشركات الناشئة
تحديات قوية تواجه الشركات الناشئة

تواجه الشركات الناشئة تحدي قوي في ظل ندرة التمويلات ورفع الفيدرالي الأمريكي لسعر الفائدة لـ 2.5% أملا في الحد من ارتفاع الأسعار.

كل هذه عوامل ساهمت في تراجع استثمارات رأس المال المخاطر عن ضخ تمويلات جديدة بالشكل المرن.

وأصبحت صناديق الأستثمار وشركات رأس المال المخاطر أكثر حرصا على أموالها، وهو ما تسبب في انخفاض فرص الشركات الناشئة في الحصول على تمويل ما يهدد استمراريتها.

مسئولين وخبراء ريادة الأعمال يعتقدون انه على الشركات الناشئة مواجهة هذا التحدي بتغيير استراتيجيتهم للعمل على تحقيق الربحية بدلا من التركيز على النمو.

وكذلك يجب أن تعمل هذه الشركات على ضغط التكاليف وخفض النفقات والتخلي عن سياسة “حرق الفلوس” لتحقيق النمو المتسارع.

الشركات الناشئة تلجأ لضغط النفقات

قال عمر المنير الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة سيجما فيت لتكنولوجيا الملابس، إن قطاع الشركات الناشئة يواجه تحدي قوي في ظل ارتفاع التضخم وقلة الاستثمارات المضخوخة من جانب المستثمرين وصناديق الأستثمار.

أوضح المنير أن هناك العديد من الشركات على وشك الإغلاق وبعض الشركات أغلقت بالفعل والبعض الأخر قام بتسريح جزء كبير من الموظفين.

وترجع كل هذه المتغيرات إلى قلة الاستثمارات الحالية وكذلك صعوبة جذب استثمارات جديدة لهذا القطاع في ظل رفع الفائدة على الدولار من جانب الفيدرالي الأمريكي.

يرى المنير، أنه يجب على الشركات الناشئة تقليل نفقاته والعمل على السعي نحو تحقيق الأرباح لتتواكب مع المتغيرات الاقتصادية الحالية للحفاظ على استمراريتها.

وفي ظل ندرة الاستثمارات تبحث شركة كرم سولار الناشئة عن جمع استثمار بقيمة 80 مليون دولار لتغطية توسعاتها المستقبلية.

مواكبة تغيرات ديناميكية السوق

ويعتقد تامر أحمد خبير في ريادة الأعمال، أن شركات التكنولوجيا الناشئة تعمل على تغيير استراتيجيتها في ظل ندرة التمويلات.

ويرى ان تقليل التكاليف عبر التخلي عن بعض موظفيها، وتحجيم توسعاتها الأفقية مع ارتفاع التضخم وتغير ديناميكية السوق سيكون الحل الغالب بين الشركات.

وأوضح أن نموذج اعتماد الشركات الناشئة على التمويلات كوسيلة للحفاظ على النمو خطير، وخاصة في ظل الظروف الحالية، ويجب أن يكون اعتماد الشركات على العائدات التي تحققها جراء منتجاتها أو خدماتها وليس الاستثمارات.

ويرى أحمد أن أغلب الشركات التي تعتمد على نموذج التمويلات لدفع نمو الشركات ستتوقف.

تابع “فالسوق حاليا في مرحلة “فلترة”، ليلفظ الشركات القائمة على أسس غير صحية من الناحية الاقتصادية”.

توقف ظاهرة حرق الأموال لدفع النمو

كما يرى أن ظاهرة ضخ الأموال في التسويق بشكل مبالغ فيه لتحقيق معدلات نمو متسارعة فيما يعرف بأسم “حرق الفلوس” لجذب التمويلات ستتوقف، نظرا لقلة الموارد المتاحة حاليا للشركات الناشئة.

ونصح أحمد الشركات التكنولوجية التي تعاني من أزمة بسبب الأوضاع الحالية، التوجه لتخفيض رواتب الموظفين بنسبة 10% على سبيل المثال بدلًا من التخلي عن الموظفين.

وخاصة أن التخلي يسبب خسائر للشركة قبل الموظف لما يملكونه من خبرات.

كذلك يجب على الشركات تغيير خططها للاعتماد بشكل أساسي على العائدات للإنفاق على الشركة وتوسعاتها، بدلا من التمويلات والاستثمارات المنجذبة.

كما يرى خالد اسماعيل خبير الاستثمار في مشروعات ريادة الأعمال، أن الظروف الاقتصادية الصعبة الحالية تفرض على الشركات الناشئة البحث عن حلول سريعة لتجاوز الأوضاع الاقتصادية السيئة وارتفاع التضخم، ما دفع كثير من الشركات لتقليل حجم أعمالها وخفض نفقاتها.

ومن الحلول التي لجأت إليها بعض الشركات تسريح العمالة ووقف توسعاتها، مثلما فعلت سويفل وتراجعت عن صفقة استحواذها على Zeelo البريطانية.

ويعتقد ان سوق ريادة الأعمال سيشهد حركة كبيرة تتمثل في إغلاق عدد كبير من الشركات التي كانت تعتمد على الية “حرق الفلوس لتحقيق النمو” بسبب قلة الاستثمارات المتوقع جذبها.

فيما ستواجه الشركات الأخرى تحديا كبيرا للبقاء من خلال تحويل نموذج عملها لتحقيق الأرباح بدلا من التركيز على النمو فقط.

حجم تمويلات الشركات الناشئة المصرية في 5 أشهر

واستطاعت الشركات الناشئة المصرية جذب استثمارات أجنبية منذ بداية يناير وحتى نهاية مايو الماضي بقيمة بلغت 380 مليون دولار.

وحققت الاستثمارات المنجذبة نموا بنسبة بلغت 190% مقارنة بفترة أول 5 أشهر من 2021 بحسب هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “ايتيدا“.