نائب رئيس تكنولوجيا المعلومات بمجموعة الإمارات: نعتمد على الذكاء الاصطناعي بمسئولية

نائب رئيس تكنولوجيا المعلومات بمجموعة الإمارات: نعتمد على الذكاء الاصطناعي بمسئولية
نائب رئيس تكنولوجيا المعلومات بمجموعة الإمارات: نعتمد على الذكاء الاصطناعي بمسئولية

في حوار خاص تحدّث جيك سيمز، نائب رئيس أول تكنولوجيا المعلومات وتمكين الأعمال في مجموعة الإمارات مع “تيك ريفيو” عن خطط واستراتيجية عمله. 

تطرق سيمز إلى التحديات التى واجهتهم في 2023 ، واستراتيجية عملهم ، وكيف استفادت مجموعة الامارات من ثورة الذكاء الاصطناعي.

وإلى نص الحوار..

أولاً، حدثنا عن طبيعة عملك في مجموعة الإمارات.. كيف تمكنت من تحقيق النجاح وتطوير نظام العمل بالمجموعة؟
تتضمن مهام عملي في المجموعة بشكل أساسي قيادة قطاع تقديم تكنولوجيا المعلومات وتمكين الأعمال بالشركة، الذي يضم إدارة المنتجات، والهندسة المعمارية، وتطوير البرمجيات وهندسة الجودة، وإدارة المشاريع، وفرق إدارة الخدمات التجارية.

نحن كفريق مسئولون عن تصميم وتطوير ودعم أكثر من 800 تطبيق نستخدمها في عملنا ويستخدمها أيضًا عملاؤنا.

لضمان قدرتنا على تطوير ودعم هذه التطبيقات بأكثر طريقة فعالة ممكنة، اعتمدنا على استخدام ممارسات التطوير السريعة وممارسات دمج اختبار الأمان في كل مرحلة من مراحل عملية تطوير البرمجيات DevSecOps.

حيث تمكننا تلك الأساليب من التعاون بسهولة مع المستخدمين، فمن خلال الاعتماد على استراتيجية النمو القائم على المنتج، يمكننا تقديم برامج عمل قابلة للتشغيل وقيمة في فترات زمنية قصيرة تستغرق أسبوعين فقط.

كل هذا سمح لنا بتوفير حلول لعملائنا في وقت مبكر من دورة الإنتاج، بما يمكن فريقنا من الحصول على ملاحظات قيّمة يمكننا استخدامها لتعزيز منتجاتنا التكنولوجية بشكل أفضل.

كما تمكننا ممارسات DevSecOps أيضًا من التسليم المستمر من خلال عمليات التطوير الآلية والاختبار، ومسارات التكامل المستمر والتسليم المستمر-Deployment Pipelines.

فالنهج الذي نتبعه يمكننا من الاستجابة بشكل أسرع وتلبية احتياجات العملاء بطريقة مصممة خصيصا لتلبية احتياجات كل حالة على حدة، مع تقديم برامج ذات جودة عالية.

لقد كانت سرعة استجابتنا وكفاءتنا عاملان أساسيان اعتمدنا عليهما خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث تعاملنا احترافياً مع جائحة كوفيد-19، وقدمنا الكثير من الدعم لكي يستعيد القطاع عافيته.

ما هي التحديات التي واجهتموها في عام 2023؟
شهدت مجموعة الإمارات عاماً استثنائياً، حيث استعادت كافة أعمالنا عافيتها ووسعنا قاعدة موظفينا في جميع دوائر المجموعة بنسبة تزيد على 20%، ونتوقع مزيداً من النمو لأعمالنا خلال عام 2023.

ونظراً للدور المحوري الذي تلعبه التكنولوجيا والابتكار في قطاع الطيران، فإننا ندرك الحاجة إلى مواكبة التطور السريع لمواصلة نمو أعمالنا وتحقيق طموحاتنا.

ولتلبية متطلبات أعمالنا، سنواصل التوسع في قاعدة موظفي قطاع تكنولوجيا المعلومات مع تنمية المهارات والكفاءات فيما يتعلق بالتقنيات الحديثة والناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، والعوالم الافتراضية، والروبوتات.

بالإضافة إلى ذلك، سنركز على تحقيق مزيد من الكفاءة في الأعمال من خلال التشغيل التلقائي لتقديم خدمات ذات جودة بشكل أسرع.

فنحن نؤمن أن تحقيق النمو من خلال الكفاءة والتوسع وتطوير المهارات سيكون التحدي الرئيسي أمامنا في العام المقبل.

ما هي استراتيجياتكم الرئيسية خلال العام الحالي؟
يتمثل هدفنا الرئيسي في أن نصبح الجهة الرائدة عالمياً في تكنولوجيا الطيران، لذلك نركز بشكل أساسي على تحديث التكنولوجيا وتعزيز الابتكار وتمكين الأفراد.

ولتحقيق هذا الهدف، يعد الاحتفاظ بموظفينا وتطويرهم أمراً أساسيًا في استراتيجيتنا.

ففي الجزء المتعلق بتمكين الأفراد، صممنا نهجًا متعدد الجوانب لتطوير المهارات والاستفادة من منصة أكاديمية تكنولوجيا المعلومات الخاصة بالمجموعة، وبرنامج مهارات القيادة الذي يقدمه فريقنا المختص بالتعلم والمواهب.

ونهدف إلى جذب أفضل المواهب من جميع أنحاء المنطقة والعالم، وتطوير فرقنا الحالية والوصول بهم لمستوى احترافي في التكنولوجيا متعددة الأبعاد ليصبح بإمكانهم قيادة أعمال الشركة في المستقبل.

ويوفر برنامجنا الأكاديمي الخاص فرص تعلم في مجموعة واسعة من المهارات التقنية بالإضافة إلى منهجيات التسليم المتجانسة لدينا.

فيما يتعلق بتحديث التكنولوجيا، نعتمد وندمج أحدث المنصات والحلول في مجالات مراقبة الأداء والتشغيل التلقائي المستمر وأمن المعلومات وشبكات البرمجيات المحددة والتكامل والحوسبة السحابية.

كما تبحث فرق الابتكار لدينا بشكل مكثف في التقنيات ذات الصلة في مجالات الروبوتات والويب 3 والعوالم الافتراضية، كما تدير برنامج مسرع وداعم الأعمال Intelak لدينا.

مع انتشار تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ودخولها إلى جميع المجالات… كيف تستفيدون منها في مجموعة الإمارات؟ هل سيفقد موظفون فرصهم مع وجود الذكاء الاصطناعي؟
على الرغم من أن تقنيات الذكاء الاصطناعي AI موجودة منذ عقود، إلا أن إطلاق نماذج وتطبيقات اللغة الكبيرة مثل ChatGPT وغيرها من تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية أحدث اهتمامًا بالغًا وفتح الباب أمام مزيد من الفرص.

ولكننا في المجموعة نستفيد من تلك التقنيات لتحسين خدماتنا وتطوير منتجاتنا.

نحن نرى إمكانات هائلة في الذكاء الاصطناعي، لكننا ندرك أيضاً المخاطر المحتملة نظراً لأن التكنولوجيا لا تزال في مراحلها الأولى ولم تنضج بعد، بينما تفتقر الصناعة ككل إلى أي لوائح أو إرشادات ذات صلة.

لذلك، نتخذ نهجاً مدروساً لضمان اعتمادنا تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مسئول.

أما فيما يتعلق بعلوم البيانات التقليدية والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، فلدينا فريق متخصص يركز على حالات محددة لأغراض تجارية محددة.

حيث تقوم فرق علوم البيانات لدينا ببناء نماذج حسب متطلبات العمل، وقد عالجت هذه الوظيفة عدداً من التحديات، بما في ذلك إهدار الوجبات، وتوفير المياه الصالحة للشرب، وتوقعات التدفقات النقدية، وتوقعات الحجز، وتحسين الإيرادات والكثير غيرها.

ونعمل الآن على استكشاف استخدام نماذج اللغة الكبيرة لدعم البحث الدلالي المستند إلى السياق في التوثيق الداخلي.

وبينما نمضي قدمًا في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، فإننا نظل ملتزمين بتحمل المسؤولية ومراعاة نهجنا.

وستعمل هذه التقنية كمساعد للقوى العاملة لدينا، ما يساعد على توفير رؤى لدعم اتخاذ القرار مع التشغيل الآلي لمزيد من المهام العادية والمتكررة.

وسترفع التكنولوجيا إنتاجية العاملين، لكنها لن تقضي على الفرص المتاحة للموظفين أو تحل محلهم، بل ستمكن تقنية الذكاء الاصطناعي فرقنا من إنتاج قيمة أكبر بكثير بطرق أكثر فاعلية من ذي قبل.

التطور التكنولوجي يرافقه تطور أدوات القرصنة والهجمات الإلكترونية .. كيف تتعاملون مع الأمر ونحن نعلم أن التطور الذي وصلت إليه دولة الإمارات في مجال تكنولوجيا المعلومات؟

الأمن السيبراني كان وسيظل دائمًا أولوية قصوى، فالتهديدات تتنامى بشكل يومي، وتحتاج جميع المؤسسات إلى استراتيجية شاملة للحد من المخاطر من خلال التكنولوجيا وعمليات المراقبة والاختبار والكشف والوقاية والاستجابة.

وتحقيقًا لهذا الهدف، نركز على اكتشاف التهديدات والوقاية منها، والتي ندمجها مع برنامج قوي لتوعية وتعليم جميع الموظفين.

كما ندعم ذلك من خلال إجراءات وسياسات التشغيل القياسية التي نراجعها ونحدّثها بشكل منتظم.

فمن الضروري في أي منشأة تعزيز ثقافة إدارة المخاطر والتأهب حيث يمكن أن تظهر التهديدات الإلكترونية في أي وقت ومن أي مكان.

لذلك فإننا نعتمد على نهج للأمن السيبراني يعتمد بشكل أساسي على الاستعداد وإدارة المخاطر والتعليم والوقاية والكشف والاستجابة والتعافي.

وبالإضافة إلى الاستفادة من الممارسات القياسية، مثل المراجعات الفنية وتقييمات الضعف واختبارات الاختراق والمراقبة والتقنيات الوقائية وعمليات الاستجابة للحوادث، فإننا نضمن أيضًا العمل وفقًَا لأحدث المستجدات ووفقًا لجميع لوائح خصوصية البيانات والأمن السيبراني ذات الصلة.

نحن ندرك أن مواكبة المشهد المتغير للتهديدات السيبرانية يتطلب يقظة مستمرة، ونظل ملتزمين بالاستثمار في الأمن السيبراني وتحسينه.

حدثنا عن رؤيتك للمستقبل وماذا تتوقع مجموعة الإمارات لمستقبل تكنولوجيا المعلومات؟
قطاع الطيران في سبيله للعودة إلى مستويات ما قبل الجائحة، ودخول حقبة جديدة من النمو، وهذا يعني المزيد من الطائرات والمزيد من الرحلات الجوية والمزيد من الحقائب والمزيد من الوجبات والمزيد من كل شيء.

ومع تزايد الرحلات والطلبات المتزايدة للركاب، ستلعب التكنولوجيا دوراً رئيسيًا في تقديم تجربة سلسة مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات كل عميل.

وسيسمح التزام مجموعة الإمارات بالتكنولوجيا والابتكار لها بالبقاء في الطليعة وتقديم أفضل تجربة للعملاء.

نتوقع أن يؤدي النمو في الحركة الجوية إلى مزيد من التكامل التكنولوجي عبر عمليات طيران الإمارات، التي ستواصل ريادتها العالمية في تقديم أحدث المبتكرات لمنح أفضل تجربة للعملاء على مستوى العالم، وستكون التكنولوجيا عاملاً مساعداً لهذه الريادة وهذا الابتكار.

فمن الهويات الرقمية والبيومترية المتكاملة لمنع عمليات التزييف، إلى العمليات التجارية الرقمية وغير الورقية بالكامل، ستلعب التكنولوجيا دوراً رئيسيًا في التعزيز والارتقاء بكل منتج وخدمة تقدمها شركات الطيران في المستقبل.

نحن متفائلون ونتوقع أن تشهد التكنولوجيا والابتكار في مجال الطيران وفريق تكنولوجيا المعلومات في مجموعة الإمارات مستقبلاً مشرقاً.

ما هي أكثر التخصصات المطلوبة؟ كيف تطورون مهارات العاملين بالمجموعة؟
نحن نستفيد في محفظة أعمالنا، التي تضم أكثر من 1200 تطبيق ومنصة، من مجموعة واسعة من التقنيات، بما في ذلك أدوات الذكاء الاصطناعي الحديثة، والحلول التي تعتمد على الحوسبة السحابية، وتقنيات الحاسبات المركزية الأقدم.

ولكن إدخالنا للتقنيات الجديدة يتطلب أولاً أن نتأكد من أن القوى العاملة لدينا تمتلك كل المهارات الحالية والمستقبلية.

على سبيل المثال، نقوم حالياً بتطوير حلول ميتافيرس التي ستوفر بيئة تدريب لطاقم المقصورة وتقدم مساحة داخلية افتراضية للموظفين الجدد.

ونظراً لأن هذه المجموعة من التقنيات جديدة تمامًا بالنسبة لنا، فإننا نحدد أولاً المتطلبات اللازمة لتطوير مهارات الموظفين لنتمكن من التوسع في وظائفها والاستفادة منها بشكل جيد في المستقبل.

ولدى تحديد المهارات اللازمة، نقوم ببناء مناهج التدريب ومسارات التعلم ليتم تضمينها في أكاديميتنا التكنولوجية، وهي منصة تعليمية عبر الإنترنت مصممة لقطاع تكنولوجيا المعلومات بالشركة، تتضمّن محتوىً خاصاً بنا بالإضافة إلى محتوى مقدم من شركائنا في مجال التكنولوجيا.

كما نتعاون أيضًا مع عدد من الشركاء ليصبح لدينا فريق مدرب معتمد. سنستمر في طلب مهارات Java الأساسية.

لكننا سنطلب أيضاً مهارات REACT.js و node.js و swiftو dotNetو pytho، بالإضافة إلى بعض التقنيات القديمة مثل Assemble، ومجالات الأمن السيبراني، والتكامل القائم علىAPI ، والسحابة، وAI / ML ، وDevSecOps ، وأتمتة الاختبار من خلال استخدام برنامج منفصل عن البرنامج الجاري اختباره للتحكم في تنفيذ الاختبارات ومقارنة النتائج الفعلية مع النتائج المتوقعة، وإمكانية المراقبة التي يزداد الطلب عليها حاليًا.

كيف تتعاملون مع حالات الطوارئ في مجال الأمن السيبراني؟ هل شهدتم ذلك من قبل؟
لدينا مركز عمليات خاص للأمن الإلكتروني على أعلى مستوى يراقب باستمرار بيئات العمل العالمية وبنيتنا التحتية وتطبيقاتنا على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.

وتراقب فرق الأمن السيبراني لدينا أيضًا المخاطر الناشئة وتهديدات يوم الصفر للتأكد من قدرتها على الاستجابة الفورية.

فجميع فرقنا مدربة وعلى دراية تامة بإجراءات التشغيل القياسية المتبعة بالشركة، بما في ذلك الاستجابة للحوادث المتعلقة بالأمن السيبراني. فالإجراءات القوية التي نتبعها تضمن أن يعرف الجميع دورهم ومسؤولياتهم.

علاوة على ذلك، فإن فريقنا للأمن السيبراني لديه برنامج تعليمي وتوعوي مصمم خصيصًا لكل موظف في الشركة، بما في ذلك المستوى التنفيذي.

ونستخدم إلى جانب التدريب والعمليات والإجراءات التي نتبعها، مجموعة قوية وشاملة من تقنيات المراقبة والوقاية والتحكم التي نعمل على تطويرها باستمرار لحماية مجموعة الإمارات من أحدث التهديدات السيبرانية.

كم عدد موظفي الشركة؟ هل هناك مجالات جديدة تنوون الدخول فيها مستقبلاً؟
تعد التكنولوجيا أمراً بالغ الأهمية لمستقبل شركتنا، لذلك فإننا ملتزمون بجذب أفضل المواهب لمساعدتنا في تحويل منصاتنا التقنية وتطويرها.

في الوقت الحالي، يبلغ عدد العاملين في قطاع تكنولوجيا المعلومات بالشركة 2000 موظف، ومع ذلك نعمل بشكل متواصل على زيادة أعداد العاملين.

حيث نتوقع الاحتياج المتنامي لمهارات التطوير الرقمي لتطبيقات الويب والمحمول، بالإضافة إلى الحوسبة السحابية، وخبرات الأمن السيبراني.

وسنعمل أيضًا على زيادة فرق DevOps والتشغيل الآلي للعمليات الروبوتية (RPA) وAPI.

ونظراً لأن فرق الابتكار لدينا تركز على Web3، فسوف ننشئ فريق عمل مع AR / VR وتصميم البيئة ثلاثي الأبعاد وكفاءات ميتافيرس وبلوك تشين، ومع زيادة أهمية الذكاء الاصطناعي، سنعمل أيضا على تنمية مهارات مطوري علوم البيانات والذكاء الاصطناعي/ تعلم الآلة.