“متلازمة الآيفون”.. هو مرض مجتمعي يعاني منه نسبة كبيرة من الطبقتين محدودة ومتوسطة الدخل، وهو مرض أولى أعراضه “الهرش”.
وبتظهر مع إعلان طرح إصدار جديد من إصدارات آيفون، والذي تحول عند البعض من مجرد هاتف إلى شيئ مقدس يحدد المستوى والمكانة الاجتماعية! الأعراض بتبدأ بالهرش والتفكير العميق وضيق النفس ومشاهدة كل فيديوهات وريفيوهات الإصدار الجديد، ولو لم يتم علاجها سريعًا بتنتهي بقرار مصيري بيكون مفاده: “ان الآيفون الذي قمت بشرائه العام الماضي لم يعد كافي لتطلعاتي الاجتماعية وتعزيز ثقتي بنفسي”.
موضوعات نرشحها لك:
وبما إن هذا المرض معدي وسريع التفشي فينتج عنه نزعه تسابقية تجعل المريض يشعر بأن أول من سيقوم بشراء الـ iPhone الجديد سيكون افضل شخص بالعائلة ومجتمعه الصغير.. «وأيوة هيكون أحسن من ابن خالته “علي تناكة” اللي شغال في السعودية”.
هذا القرار السريع الصغير تصل ضريبته إلى 50 ألف جنيه مصري “أيوة والله زي ما بقولك كدة” يظل المريض يدفع اقساطهم سنة أو أكثر من مرتبه الصغير الذي يعادل 200 دولار “ثمن عشوة في نيويورك”ـ أغلى مدن الولايات المتحدة الأمريكية من حيث المعيشةـ، في حين أن الشخص الذي يقوم بصرف ما يعادل مرتب المريض في وجبة عشاء في العاصمة الأمريكية يحمل في جيبه هاتف أرخص!.
في شهر 6 الماضي أعلن الممثل Chris Evans بطل سلسة Captain America عن تغيير هاتفه iPhone 6s الذي صدر في عام 2015، وقرر يشتري iPhone 13، مع العلم أن ثروته تقدر بحوالى 80 مليون دولار! فهل الاستثمار الأفضل لشخص محدود الدخل أن يقوم بشراء آيفون جديد كل عام بعشرات الآلاف من الجنيهات؟!.
سر إختياري لتوقيت كتابة هذا المقال يتمثل في إعلان شركة ابل عن طرح آيفون 14 في 16 سبتمبر القادم، فقمت بتخيل نفس السيناريو الموضح في المقال يتكرر مجددًا، وشعرت بالضغوطات المالية والنفسية التي سيتعرض لها مرضى “متلازمة الآيفون” يوم 16 سبتمبر، فقررت أن أوجه لهم رسالة مفادها: “قيمتك ووضعك الاجتماعي لا يتم تحديدهما من خلال هاتف، وإنما من خلال اسهامك في المجتمع باستخدام علمك وأخلاقك.. أنت من يُعطي القيمة للـ “آيفون” بشرائه وليس العكس!”.