اريكسون: هناك حاجة ماسة لمزيد من استثمارات القطاع الخاص في مصر..حوار

هاكان سرفيل نائب رئيس اريكسون ورئيس وحدة عملاء "STC" ورئيس إريكسون السعودية ومصر
هاكان سرفيل نائب رئيس اريكسون ورئيس وحدة عملاء "STC" ورئيس إريكسون السعودية ومصر

يعتقد هاكان سرفيل نائب رئيس اريكسون ورئيس وحدة عملاء “STC” ورئيس إريكسون السعودية ومصر، أن السوقين المصري والسعودي بهما فرص قوية للنمو.

وقال خلال حواره مع “تيك ريفيو” إن تبني التقنيات الجديدة مثل الجيل الخامس 5G وإنترنت الأشياء يعطي مجالا واسعا للابتكار.

نشر شبكات الجيل الخامس في السعودية ساهم في خلق بيئة مثالية للابتكار والاستثمار

إلى نص الحوار:

في البداية نود التعرف على ما يمثله كلا السوقين المصري والسعودي بالنسبة لإريكسون من حيث فرص النمو وزيادة الإستثمار ؟

نؤكد دوما أن قطاع الإتصالات في كلا السوقين المصري والسعودي يحظى بفرص كبيرة للنمو والتطور حيث تتواجد فرص هائلة لزيادة انتشار الهاتف المحمول، وتوسيع مجال تغطية النطاق العريض الثابت، وإمكانية إنشاء خدمات وتطبيقات جديدة. 

كذلك إن تبني التقنيات الناشئة مثل 5G وانترنت الأشياء يعطي مجالا واسعا لابتكار منتجات وخدمات جديدة مما يعظم الاستفادة من تلك التقنيات.

هذا بالإضافة إلي وجود إمكانية للتوسع في قطاع المؤسسات والقطاعات المماثلة مثل الإعلام والترفيه في كلا السوقين المصري والسعودي. 

وأيضا تستطيع كل من الدولتين تعظيم الإستفادة من فرص النمو المتاحة في قطاع الاتصالات لتنمية الاقتصاد بمختلف قطاعاته والصناعات المتنوعة، وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن تعزيز قطاع الإتصالات المتمثل في زيادة انتشار الهاتف المحمول، وتوسيع مجال تغطية النطاق العريض الثابت سوف يؤدي بدوره إلى تحسين جودة خدمات  الإتصالات، مما يمكن أن يعزز الإنتاجية والكفاءة في مختلف القطاعات مثل الزراعة والرعاية الصحية والتعليم.

سرفيل: السوق يحتاج لخطوات من الإصلاح التنظيمي من قبل الدولة للحفاظ على قدرة السوق التنافسية

لماذا توجد نظرة تفاؤلية من جانب إريكسون تجاه السوقين المصري والسعودي وماذا عن التحديات التي تواجه عملكم في السوق المصري؟

نحن نرى أن قطاع الإتصالات في السوق المصري يتطور بشكل سريع وما زالت توجد به فرص عظيمة للنمو ولكن يوجد هناك حاجة ماسة إلى المزيد من استثمارات القطاع الخاص في السوق المصري وكذلك بعض خطوات الإصلاح التنظيمي من قبل الدولة من أجل الحفاظ على قدرة السوق التنافسية وزيادة فرص جذب التقنيات الجديدة.

 ونرى أن مصر تولي اهتماما كبيرا إلى تطوير البنية التحتية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومن خلال العمل على ذلك مع الإهتمام بتحديث الأطر التنظيمية، يمكن لمصر الاستمرار في تطوير نفسها لتصبح دولة رائدة عالميا في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مما يساهم في دفع عجلة الإنتاج والنمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة للشباب.

في رأيكم هل تواجهون تحديات أكبر في السوق المصري أم السعودي؟

إن قطاع الإتصالات في كلا السوقين المصري والسعودي يحظى بفرص فريدة للنمو.

 في المملكة العربية السعودية، أدى نشر بعض شبكات الجيل الخامس الأولى في العالم إلى خلق بيئة مثالية للابتكار والاستثمار بينما يكون التركيز الأكبر في مصر على توسيع نطاق تكنولوجيا المعلومات والشبكات في إطار العمل على أولويات الدولة في دفع عجلات النمو الاقتصادي والتكنولوجي. 

ونؤكد دوما أن كلتا الدولتين تحظى بالكثير من الإمكانات التي تمكنهما من خلق البيئة المواتية للابتكار والنمو في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

ولتحقيق هذه الأهداف يجب وضع استراتيجيات شاملة ومتكاملة لتطوير البنية التحتية للقطاع وتعزيز الشمول الرقمي مما يساعد على تهيئة المناخ المناسب للتوسع في تحديث الشبكات والتحول الرقمي ومما يؤدي بدوره إلى دعم الإبتكار وخلق فرص عمل جديدة للشباب وكذلك جذب الإستثمارات الأجنبية.

ما هي خطة الشركة في دعم رؤية الدولة المصرية 2030  لتحقيق التحول الرقمي والتنمية المستدامة؟

نرى أن مصر تولي أولوية كبيرة للتحول الرقمي من خلال تحديد أهداف طموحة ضمن رؤيتها لعام 2030 بحيث تسعى خطة «مصر الرقمية» إلى تحويل البلاد إلى مجتمع رقمي بالكامل، مما يجعل مصر في مقدمة الدول في محيطها الإقليمي في مجال تأسيس واستخدام  التكنولوجيا الرقمية. 

ونرى أن تبني أحدث التقنيات مثل تكنولوجيا الجيل الخامس 5G سوف يدعم مصر في تحقيق هذه الرؤية حيث أنه يعتبر محرك رئيسي لتنشيط الاقتصاد المصري وتعزيز الخدمات للمستخدمين النهائيين.

واستمرارا لشراكتنا مع مصر ودعما لخططها التنموية في التحول الرقمي و في بناء أساس قوي لمستقبل الاقتصاد المصري، وتشجيع الابتكار وخلق فرص عمل جديدة, فقد أعلنت اريكسون عن خطط لإنشاء مركز خدمة رقمية في مصر، مما يخلق آفاقًا استثمارية جديدة ويساهم في دعم رؤية الحكومة المصرية لتحقيق التحول الرقمي والتنمية المستدامة.

استعرضنا لمحة مستقبلية حول شبكات الجيل السادس 6G أمام وزير الاتصالات المصري

ما هي أهم نتائج لقائكم الأخير مع وزير الإتصالات المصري على هامش المعرض العالمي للهواتف المحمولة MWC 23؟

قد أسفر اللقاء بين المدراء في إريكسون ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات داخل جناح إريكسون بمعرض MWC ببرشلونة عن مناقشات مثمرة وعروض مثيرة لتقنيات إريكسون المبتكرة حيث تم عرض مشاريعنا المبكرة لحل تشريح شبكة الجيل الخامس المستقلة مثل حل سينجتيل Singtel الاستثنائي لتجربة فورمولا وان، حل سيارة الجيل الخامس الدورية الذكية لفارايستون  Far EasTone وحل تيلسترا Telstra لسرعة بناء المواقع. 

ولقد عرضنا أيضًا حلولنا الموفرة للطاقة وقدمنا لمحة مستقبلية عن الشبكات عن طريق عرض حلول وتقنيات الجيل السادس للشبكات 6G مثل أجهزة الاستشعار الخالية من الطاقة ، التوأمة الرقمية لشبكات الجيل السادس، وأيضا قدمنا عرض لاستكشاف جودة الأداء لشبكات 6G الجديدة.

ومن جانبها تهدف إريكسون، من خلال أحدث تقنياتها، أن تساهم في تطوير أنظمة الشبكات في مصر، وأن تحقق الدخل المنشود من استثماراتها في الجيل الخامس، لكي تستعد لمستقبل يعتمد كليا على مدى انتشار وجودة شبكات الإتصالات.

 إريكسون كانت دوما شريكا استراتيجيا مميزا للحكومة المصرية على مدار السنوات الماضية، فماذا عن زيادة استثمارات الشركة داخل مصر خلال الفترة المقبلة؟

كشريك استراتيجي نلتزم باستكشاف المزيد من سبل التعاون في مجال التحول الرقمي حيث تتمثل رؤيتنا في إنشاء البنية التحتية اللازمة لدعم نمو وتطوير الاقتصاد الرقمي، وتوفير خدمات رقمية مخصصة للمواطنين تتواءم مع احتياجاتهم.

وأيضا تزويد المواطنين بالمهارات الرقمية اللازمة من خلال عمليات التدريب مما يخلق بيئة مواتية للابتكار والتنمية وتعزيز الشمول الرقمي والتشجيع على الإبداع من أجل المساهمة في تحول مصر إلى اقتصاد قائم على المعرفة.

ماذا عن التحديات الاقتصادية الراهنة، هل يؤثر ذلك على حجم استثماراتكم في مصر؟

دعنا نؤكد أن مصر تواصل الآن رحلتها في العصر الرقمي، ونحن ندرك جيدا أهمية الاستثمار في قطاع الاتصالات في مصر لدعم أهداف التحول الرقمي في البلاد ونظل ملتزمين بإيجاد حلول وفرص مبتكرة لدفع النمو والتنمية في هذا القطاع بالرغم من التحديات الاقتصادية الراهنة التي تمتد للعديد من الأسواق.

 فنحن بالتأكيد نملك الكثير من الخبرة التي تمكننا من خلق بيئة مواتية للاستثمار والابتكار في صناعة الاتصالات في مصر تساعدنا لكي نساهم في تطوير القطاع وتعزيز الاقتصاد الرقمي مما يوفر فرصًا لتعزيز البرمجة وأيضا توسيع نطاق تغطية الشبكات والمرونة.

ما هي التحديات التي تواجه مصر في خلق بيئة جيدة للاستثمار؟

مصر تولي أولوية كبيرة للتحول الرقمي من خلال تحديد أهداف طموحة ضمن رؤيتها لعام 2030.

ومن أجل تحقيق هذه الرؤية يجب خلق بيئة مواتية للاستثمار قائمة على التعاون ودعم الشراكات الاستراتيجية بين مختلف الشركاء والمستثمرين وكذلك وجود السياسات المناسبة الداعمة للاستثمار وجذب المستثمرين وتعزيز البنية التحتية لقطاع الاتصالات مما يساهم في دفع التنمية الاجتماعية والاقتصادية وخلق آفاق جديدة للنمو والابتكار مما يساهم في تمكين مصر من القيام بدور ريادي في مجال التقنيات الرقمية في المنطقة.

ما هي الفرص المتاحة أمام مصر لكي تصبح مركزا لتصدير خدمات التقنيات المختلفة وما دور شركتكم لمساعدتها في تحقيق هذا الهدف؟

نؤكد دوما أن مصر تتمتع بإمكانات هائلة لتصبح مركزًا للخدمات التكنولوجية في المنطقة، وتلتزم إريكسون بالمساهمة في هذه الرؤية من خلال تركيزنا على الاستثمارات الاستراتيجية في التكنولوجيا بجانب الاستثمار الأهم في العقول البشرية حيث نرى أن السوق المصري يضم كوادر رفيعة المستوى بالإضافة إلى تشجيع الاستثمار وجذب رؤوس الأموال. 

بالإضافة إلى ذلك، نحن ندرك أهمية بناء شراكات قوية مع الشركات والمنظمات المحلية لتعزيز ريادة الأعمال وتحفيز المواهب المحلية للبقاء في البلاد.

لذلك نحن نؤمن أنه من خلال العمل سويا، يمكننا إنشاء منظومة تنافسية قوية قادرة على جذب الاهتمام العالمي مما يساهم في تعزيز مصر إقليميا وعالميا ويسلط الضوء عليها كمصدر رائد لخدمات التكنولوجيا في المنطقة، مما يساهم بدوره في دعم التنمية المحلية للاقتصاد المصري. 

هل تتعاون إريكسون مع معهد تكنولوجيا المعلومات لتدريب الخريجين في ضوء اهتمام الدولة بهذا المجال ؟

نحن نؤمن بالمساهمة في تعزيز الاقتصاد الرقمي والاستثمار في العنصر البشري ونرى أن السوق المصري يضم كوادر متميزة ونسعى دائماً أن يكون لنا دور فعال في جذب وتدريب وتأهيل الكوادر من الخريجين الشباب.

لدينا مجموعة من المبادرات مثل “برنامج اريكسون للخريجين” والذي يهدف إلى تدريب شباب الخريجين وتزويدهم بالخبرات اللازمة لمتطلبات سوق العمل من خلال برامج أكاديمية ممزوجة بأنشطة مهنية تتعلق بمجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ويتم ذلك في إطار اهتمامنا بتقديم الدعم الدائم للكوادر البشرية في مصر وتعزيز الابتكار وكذلك خلق مفاهيم مبتكرة مرتبطة بتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والسحابة والجيل الخامس والروبوتات والبيانات الضخمة ويأتي ذلك تماشيا مع رؤية مصر 2030 وسعيها الدؤوب لخلق بيئة مناسبة للتحول الرقمي والتشجيع على الإبداع ، ونحن فخورون بأن نكون جزءًا من هذه الرحلة ودعم مصر لتحقيق أهدافها الطموحة.