الأخبارالرئيسية

قمة التعليم المجتمعي الأولى تختتم أعمالها بنجاح: رؤى وحلول لمستقبل التعليم في مصر

حضور حكومي ومجتمعي غير مسبوق يؤكد أهمية التضافر لدعم التعليم المجتمعي

اختتمت قمة التعليم المجتمعي الأولى في مصر أعمالها بنجاح كبير، محققة حضورًا قويًا من كافة الجهات المعنية بالمنظومة التعليمية في مصر

شملت هذه الجهات الحكومات، مؤسسات المجتمع المدني، شركات القطاع الخاص، وشركاء التنمية المحليين والعالميين، مما عكس التزامًا جماعيًا بتعزيز فرص التعليم.

انعقدت القمة في نهاية مايو الماضي بمركز إبداع مصر الرقمية بقصر السلطان حسين كامل، التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وقد جاءت لتؤكد على أهمية التضافر بين كافة الجهات الحكومية وغير الحكومية لضمان وصول خدمات التعليم لكافة المستحقين، بغض النظر عن أماكن تواجدهم، وبما يراعي مصلحة الأطفال ويضمن لهم حقًا متساويًا في الحصول على خدمة تعليمية مميزة مقارنة بأقرانهم في المدن والمحافظات الأخرى.

وزارة التربية والتعليم: التعليم المجتمعي ضرورة حتمية

عبرت راندا حلاوة، رئيس الإدارة المركزية لمكافحة التسرب من التعليم والتعليم المجتمعي بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، عن سعادتها بحضور القمة التي تمثل منصة حقيقية تجمع بين كافة المعنيين بمنظومة التعليم المجتمعي في مصر.

وصرحت قائلة: “التعليم المجتمعي ليس مجرد بديل مؤقت، بل هو ضرورة حتمية لكثير من المناطق النائية والمحرومة، وهو الوسيلة الأفضل لضمان حق أبنائنا في التعليم طبقًا للدستور وتوجهات الدولة.”

أضافت حلاوة أن “التجربة المصرية في هذا المجال بدأت مبكرًا منذ أوائل التسعينات من خلال مدارس الفصل الواحد والمدارس الصديقة للفتيات.”

وتابعت: “لدينا اليوم 3108 مدرسة من مدارس الفصل الواحد والمدارس الصديقة للفتيات والأطفال في ظروف صعبة، بالإضافة إلى 1319 مدرسة فصل مجتمعي أُنشئت من خلال الجمعيات الأهلية.”

وأشادت بالدور الكبير لهذه المدارس قائلة: “هذه المدارس تُقدّم خدمات تعليمية وإنسانية جليلة، وتفتح أبواب الأمل لأبناء المجتمعات المهمشة، وقد تخرّج منها طلاب التحقوا بكليات القمة، في الطب والهندسة والحاسب والتمريض، وهو ما يعكس القيمة الحقيقية لهذا النموذج الناجح، لذلك، فإن عقد مثل تلك المؤتمرات واللقاءات يساهم إيجابيًا في تعميق الفكرة وتغطية النسبة الأكبر من الطلاب بالخدمات التعليمية المناسبة لهم.”

أقرأ أيضا: Seesaw تستحوذ على”المفكرون الصغار”الأردنية الناشئة للتوسُّع في حلول التعليم الإلكتروني

قصص نجاح ملهمة: التعليم المجتمعي يصنع قادة المستقبل

من جانبها، عبرت شيماء طنطاوي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة من أحياها للتعليم المجتمعي والشريك المؤسس لقمة التعليم المجتمعي، عن فخرها بحجم المشاركات في القمة ومدى الاستجابة الحكومية والمجتمعية التي حظيت بها.

أكدت طنطاوي أن “الكلمة السر في نجاح قمة التعليم المجتمعي هي إتاحة الفرصة، وهو ما نسعى في ‘من أحياها’ للتركيز عليه منذ اليوم الأول، ولقد أتاح هذا الاهتمام الفرصة لقصص ملهمة تجسد أثر التعليم المجتمعي على الأرض.”

واستطردت طنطاوي في سرد قصة ملهمة: “على الرغم من أهمية الأرقام في قياس نجاح منظومة التعليم المجتمعي، يظل الأثر كذلك عاملًا مهمًا جدًا.

في قصة أخرى لا تقل إلهامًا، يأتي زياد، أحد طلاب برنامج المكتبة، والذي قرأ ما يزيد عن 1000 كتاب في عام واحد، قرر أن ينقل تجربته إلى خارج أسوار المدرسة. فبمساعدة الميسّرة، صمم زياد “مكتبة الشارع” باستخدام مواد بسيطة من البيئة المحلية، ليبدأ مع أصدقائه استعارة الكتب وتعليم أبناء عمومته خارج المدرسة.

هذا هو المعنى الحقيقي للمبادرة المجتمعية المتولدة من التعليم، حين يصبح الطالب فاعلًا لا متلقيًا فقط.” واختتمت قائلة: “الأطفال في مدارسنا ليسوا مجرد أرقام في تقارير، وكذلك الأماكن والقرى التي نعمل بها ليست مجرد مواقع، إنما فرص وحيوات حقيقية وفرص للتغيير.”

بناء منصة وطنية لتكامل الجهود

قال محمد رضا، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة EduVation والشريك المؤسس لقمة التعليم المجتمعي: “نحن نؤمن أن هذا اليوم ليس فقط تتويجًا لمجهودات طويلة بدأت منذ أكثر من عام في التحضير والتنسيق، بل هو نقطة انطلاق جديدة لمشروعات استراتيجية نؤمن بقدرتها على التغيير الحقيقي.

فبفضل شراكة قوية مع مؤسسة ‘من أحياها’ وشركة ‘EduVation’، وبحضور أكثر من 500 خبير و45 داعمًا، وبمشاركة فعالة من الوزارات المعنية، بدأنا بناء منصة وطنية لتكامل الجهود حول التعليم المجتمعي.”

وأضاف رضا: “كل هذه الجهود تؤكد أن الأطفال ليسوا مجرد أرقام في تقارير، بل هم الحلم والرسالة، وهم المستقبل الذي نصنعه معًا.”

نتائج القمة: حوار، تشبيك، وشراكات مستقبلية

ساهمت القمة في خلق نوع من الحوار المجتمعي والتشبيك بين كافة المشاركين، كما شهدت توقيع عدد من بروتوكولات التعاون والاتفاقيات الأولية لتطوير منظومة التعليم المجتمعي على مستوى الجمهورية.

جاءت قمة التعليم المجتمعي الأولى تحت رعاية وزارة التضامن الاجتماعي، وشارك فيها كل من وزارة التربية والتعليم، ووزارة الاتصالات، وبرنامج الأغذية العالمي، وعدد كبير من مؤسسات المجتمع المدني مثل مؤسسة مصر الخير، وشركات القطاع الخاص، وعدد من الشخصيات المؤثرة وأعضاء مجلس النواب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock