محمود إبراهيم يكتب:بعد “نوكيا وفيفو” هل تصبح مصر قلعة صناعة الهواتف بالشرق الأوسط؟

محمود إبراهيم، خبير اقتصادي وتسويقي
محمود إبراهيم، خبير اقتصادي وتسويقي

 لا شك أن مصر في أمسّ الحاجة إلى خفض قيمة فواتير الواردات في شتى المجالات وزيادة قيمة فواتير الصادرات،ولحسن الحظ الأمرين يمكن تحقيقهما معًا.

وذلك بتعزيز دور الصناعة المحلية لتوفير السلع المطلوبة في السوق المصري محليًا وتقليل الإنفاق من العملات الصعبة ثم تصدير هذه المنتجات لأسواق القارة السمراء والشرق الأوسط، وبالتالي زيادة حصة المحروسة من العملات الصعبة وعلى رأسها الدولار.

وعلى رأس المنتجات التي تتوجه الدولة المصرية لتصنيعها محليًا “الهواتف المحمولة” والتي بلغت فاتورة استيرادها العام الماضي مليار و619 مليون دولار! الأمر الذي يمثل عبئًا على الاحتياطي الدولاري.

بناءً على ما سبق، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي في يونيو من العام الماضي مبادرة تحت عنوان “مصر تصنع الإلكترونيات” تلتها مجموعة من الإجراءات الحكومية لتحقيق هذا الحلم الذي كان بالفعل يلوح بالأفق.

فقد كان الرئيس افتتح بالفعل مجمع الصناعات التكنولوجية بأسيوط، والذي شمل مصنع “سيكو” والذي يستقر على مساحة 4 آلاف متر مربع، وقد استطاعت شركة سيكو أن تجذب استثمارات بلغت 400 مليون جنيه مصري، ساعدتها على العمل على أبحاث تطوير وصناعة الهواتف الذكية التي استمرت قرابة 4 سنوات، وأثمرت عن إنتاج أول هاتف يحمل علامة “صنع في مصر”.

كما أعلنت شركة “Infinix” في نهاية 2020 بدء تجميع هواتفها في مصر، بالمنطقة التكنولوجية بأسيوط، لتكون أول مصنع عالمي للهواتف الذكية يدشن خطوط إنتاج في ام الدنيا.

وخلال الشهر الماضي ظهرت أولى نتائج مبادرة الرئيس.. فقد أعلنت شركة “فيفو” المتخصصة فى تصنيع الهواتف الذكية عن إنشاء مصنعها الأول بمصر بمدينة العاشر من رمضان فى محافظة الشرقية، والذي تم إنشاؤه على مساحة 11 ألف متر مربع، باستثمارات تقدر بنحو 20 مليون دولار تصل إلى 30 مليون خلال عام ويوفر 1500 فرصة عمل.

موضوعات نرشحها لك:

مصنع جديد للهواتف لتصنيع موبايلات فيفو بالعاشر من رمضان

Nokia تنتج هواتفها فى السوق المحلي خلال شهر 

محمود إبراهيم يكتب:بعد "نوكيا وفيفو" هل تصبح مصر قلعة صناعة الهواتف بالشرق الأوسط؟
محمود إبراهيم يكتب:بعد “نوكيا وفيفو” هل تصبح مصر قلعة صناعة الهواتف بالشرق الأوسط؟

وخلال الشهر ذاته انفرد موقع “تيك ريفيو” بخبر دخول أحد أكبر شركات الهواتف الذكية لتصنيع منتجاتها محليًا داخل مصر، ثم أعلنوا قبل أيام إسم العلامة التجارية ليفجروا مفاجأة قد تغير مجرى الصناعة في مصر! نوكيا تعلن إنتاج مليون هاتف ذكي –مبدئيًا- داخل مصر بالتعاون مع مصنع “اتصال”.

توقعات الفترة القادمة

لاشك أن مصر تمثل بوابة إلى أسواق الشرق الأوسط والقارة السمراء، نتيجة لموقعها الجغرافي وانفتاحها الثقافي على العالم.. لذلك من المتوقع دخول علامات تجارية أخرى لإنشاء مصانعها بالمحروسة على غرار نوكيا وفيفو واينفينكس.

بالفعل علامتي سامسونج وإل جي يمتلكان مصانع عملاقة بمصر لتصنيع العديد من الإلكترونيات، إلَا أن مصانعهم تخلوا من خطوط إنتاج الهواتف المحمولة، ولكن من المنطقي أن سهولة إقناعهما بالتوسع لتصنيع هواتفهما تفوق سهولة استقطاب شركات ليس لها تواجد فعلي بمصر.

بناءً عليه أدعوا السيد وزير الاتصالات إلى عقد المفاوضات مع الشركتين سعيًا لإقناعهما بهذه الخطوة التي قد تغير ملامح صناعة الهواتف المحمولة في السوق المحلي وتفتح آفاقً جديدة نحو توطين الصناعة.

وختامًا، يبدوا أننا في القريب العاجل سنحمل في أيدينا هواتف ذكية عالمية مختومة بختم “صنع في مصر“.