ضرب عطل في فيسبوك أمس وتطبيقات تابعة له “انستجرام – مسنجر – واتساب” لأكثر من 6 ساعات متواصلة، ليخسر فيسبوك 6% من قيمة أسهمه بالبورصة.
أزمات عديدة تواجه عملاق السوشيال ميديا خلال الساعات الأخيرة بداية من أزمة التسريبات ومرورا بغضب البيت الأبيض منه، وأخيرا ليلة الأنهيار الكبير.
أزمة تسريبات فرانسيس هوجن
ففي لقاء مع برنامج “60 دقيقة” على قناة “CBS” الأمريكية، كشفت فرانسيس هوجن، الموظفة السابقة في فيسبوك، عن هويتها لأول مرة، وأنها صاحبة تسريب عدد من الوثائق السرية الخاصة بالشركة إلى صحيفة “وول ستريت جورنال”، التي نشرته ضمن تحقيق متعدد الأجزاء، يُظهر أن فيسبوك كانت على دراية بمشاكل تطبيقاته، بما في ذلك الآثار السلبية للمعلومات المضللة والضرر الذي تسببه إنستجرام خاصة للفتيات الصغيرات.
وقد انضمت هوجن إلى فيسبوك قبل عامين، كمدير للمنتجات لحماية الانتخابات الأميركية من محاولات التدخل عبر الشبكات الاجتماعية، لكنها رحلت عن منصبها في مايو الماضي، بسبب غضبها من سياسات الشركة تجاه الأضرار الخطيرة لخدماتها، وفق مزاعمها.
ومنذ حوالي شهر، قدمت هوجن ما لا يقل عن 8 شكاوى إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات زاعمة أن شركة فيسبوك تخفي أبحاثًا حول أوجه القصور فيها عن المستثمرين والجمهور.
وفي لقائها على قناة “CBS”، قالت هوجن إن فيسبوك تعطي الأولوية للربح على حساب الصالح العام، وأنها “أوقفت قبل الأوان الضمانات المصممة لإحباط المعلومات المضللة وإثارة الفوضى، بعد أن هزم جو بايدن دونالد ترامب العام الماضي”، زاعمة أن “فيسبوك حلت وحدة النزاهة المدنية التي كانت تعمل بها”، ما ساهم في أعمال الشغب بمبنى الكابيتول في 6 يناير.
ووفق هوجن، فإن هناك خوارزميات تتحكم فيما يظهر في موجز الأخبار للمستخدمين، ومنها المحتوى الذي يحض على الكراهية، الذي كانت تتغذى به الخوارزميات الجديدة، بينما لم تتخذ الشركة الإجراءات المطلوبة لكبحه، وهو محتوى يزيد تفاعل المستخدمين، وبالتالي زيادة إيرادات الشركة، على حد مزاعم هوجن.
“لا أحد في فيسبوك خبيث، لكن الحوافز منحرفة. فيسبوك يكسب المزيد من المال عندما تستهلك المزيد من المحتوى”؛ قالت هوجن في لقائها المتلفز، وأضافت: “يستمتع الأشخاص بالتفاعل مع الأشياء التي تثير رد فعل عاطفي. وأكثر الغضب الذي يتعرضون له، وكلما تفاعلوا استهلكوا محتوى أكثر”.
عطل في فيسبوك سبقه غضب من البيت الأبيض
هذا الأمر ردت عليه المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي، فقالت، وفق ما نقلت عنها “سي إن إن”: “البيت الأبيض ينظر إلى تلك التسريبات على أنها أحدث حلقة من سلسلة حول منصة التواصل الاجتماعي توضح أن “التنظيم الذاتي لا يعمل”.
وأضافت ساكي أن الرئيس جو بايدن يعتقد “منذ فترة طويلة” أن التنظيم الذاتي من قبل عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي لا يعمل.
وتابعت ساكي بالقول إن التسريبات تثبت صحة “القلق الكبير الذي عبر عنه الرئيس والمشرعون من الحزبين بشأن كيفية عمل عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي والسلطة التي جمعوها”. وأكدت أن إدارة بايدن تواصل دعم الإصلاحات الأساسية لمعالجة هذه القضايا.
موضوعات نرشحها لك:
هل أختراق صيني وراء أنهيار فيسبوك؟
ماذا حدث في ليلة شلل تطبيقات السوشيال ميديا؟
“الانهيار الكبير” لخدمات فيسبوك
في الأثناء، ضرب عطل في فيسبوك مساء الإثنين، منصات “فيسبوك” و”ماسينجر” و”واتساب” و”إنستجرام” للتواصل الاجتماعي، ما أسفر عن تعليق عملها على نطاق عالمي لقرابة 7 ساعات متواصلة.
وأفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية -أثناء الانقطاع- أن شركة “فيسبوك” قالت إنه من غير المحتمل أن يكون العطل الذي أصاب منصاتها بفعل هجمات إلكترونية.
وأبلغ أكثر من 125 ألف مستخدم لفيسبوك عن وجود مشكلات في الوصول إلى التطبيق منذ الساعة 11:54 صباحًا في نيويورك، وفقًا لموقع داونديتكتور، وأبلغ ما لا يقل عن 98 ألف شخص أنهم واجهوا مشكلات مع تطبيق إنستجرام في حين أبلغ 35 ألف شخص عن مشكلات في واتساب.
والثلاثاء وبعد 7 ساعات من الانقطاع، أعلن مارك زوكربيرج مؤسس “فيسبوك” عودة خدمات شركته للعمل مجددًا، واعتذر عن الانقطاع، فيما كتب -عبر حسابه الرسمي بـ “فيسبوك”: “فيسبوك وإنستجرام وواتساب وماسنجر عادت للعمل الآن. نأسف على عطل اليوم.. نعرف كم تعتمدون على خدماتنا للبقاء على تواصل مع الأشخاص الذين تهتمون بهم”.
عطل في فيسبوك يُغرم زوكربيرج 7 مليار دولار
وأثر هذا الأمر على الثروة الشخصية لزوكربيرج الذي خسر نحو 7 مليارات دولار في ساعات قليلة. وانخفضت ثروة زوكربيرج إلى 9ر120 مليار دولار، ليتراجع بعد بيل جيتس إلى المركز الخامس في مؤشر بلومبرج للمليارديرات. وقد خسر نحو 19 مليار دولار من ثروته منذ 13 سبتمبر ، عندما كانت ثروته تقارب 140 مليار دولار، وفقًا للمؤشر.
وبفعل عمليات البيع تراجع سهم عملاق وسائل التواصل الاجتماعي بنحو 5% الإثنين، بعد تراجعه بنحو 15% منذ منتصف سبتمبر.