
كشفت دراسة نرويجية حديثة أن استخدام الشاشات الإلكترونية قبل النوم قد يؤدي إلى اضطرابات نوم خطيرة بجانب تقليل متوسط مدة النوم بنحو 24 دقيقة
وأجرى الدراسة فريق من الباحثين في المعهد النرويجي للصحة العامة، ونُشرت نتائجها في دورية Frontiers in Psychiatry.
واستهدفت الدراسة أكثر من 45 ألف طالب وطالبة من التعليم العالي بدوام كامل، تتراوح أعمارهم بين 18 و28 عامًا، بهدف استكشاف العلاقة بين استخدام الأجهزة الإلكترونية في السرير وجودة النوم، في ظل تزايد مشكلات النوم بين فئة الشباب وتأثيرها الكبير على الصحة العقلية والأداء الأكاديمي.
أنشطة متنوعة وتأثير واحد
شملت الدراسة أنشطة متعددة يمارسها الطلاب باستخدام الشاشات قبل النوم، منها: مشاهدة الأفلام، تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، ممارسة الألعاب الإلكترونية، الاستماع إلى البودكاست، وقراءة المواد الدراسية. ورغم هذا التنوع، لم يظهر نوع النشاط كعامل مؤثر بقدر الوقت الإجمالي الذي يُقضى أمام الشاشة.
وأوضحت غونهيلد جونسن هجتلاند، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أن استخدام الشاشات – بغض النظر عن نوع المحتوى – يؤدي إلى ما يُعرف بـ”إزاحة الوقت”؛ أي استهلاك وقت النوم لصالح أنشطة أخرى، مما يؤثر سلبًا على جودة النوم.
وأضافت: “لم نجد فروقات كبيرة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والأنشطة الأخرى، مما يشير إلى أن العامل الأهم هو وقت استخدام الشاشة، وليس المحتوى”.
نتائج لافتة
بحسب الدراسة، فإن زيادة وقت استخدام الشاشة في السرير لمدة ساعة بعد وقت النوم، ارتبطت بـ:
- زيادة خطر الأرق بنسبة 59%.
- تقليل مدة النوم بنحو 24 دقيقة في المتوسط.
كما لاحظ الباحثون أن الاستخدام المفرط للشاشات كان مرتبطًا بصعوبة في بدء النوم أو الاستيقاظ المتكرر ليلًا، بالإضافة إلى الشعور بالنعاس نهارًا.
أقرأ أيضا: دراسة: التعرض المستمر لضوء الهواتف الذكيه قبل النوم يصيب بالاكتئاب !!
توصيات لتحسين جودة النوم
أوصى فريق البحث بالتقليل من استخدام الشاشات قبل النوم، خاصةً لمن يعانون من اضطرابات النوم، مشيرين إلى أن الامتناع عن استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بـ 30 إلى 60 دقيقة يمكن أن يُحدث فرقًا واضحًا في جودة النوم. كما دعا الباحثون إلى تفعيل وضع “عدم الإزعاج” أو إيقاف الإشعارات لتقليل الانقطاعات أثناء النوم.
قيود الدراسة وتحذيرات
رغم النتائج المهمة، أشار الباحثون إلى أن الدراسة اقتصرت على طلاب في النرويج، وقد تختلف النتائج باختلاف الثقافات والسلوكيات حول العالم. كما أن دمج بعض الأنشطة المتباينة (مثل الألعاب والاستماع إلى الموسيقى) في فئات واحدة قد لا يعكس الفروقات الدقيقة في تأثيرها على النوم.
وأكدت هجتلاند أن الدراسة لا تجزم بوجود علاقة سببية مباشرة، مضيفة: “لا يمكننا الجزم إن كان استخدام الشاشات يسبب الأرق، أو أن الأشخاص المصابين بالأرق هم من يستخدمون الشاشات أكثر”. وشددت على ضرورة إجراء دراسات إضافية تشمل تقييمات فسيولوجية للحصول على فهم أعمق لنمط النوم وتأثير التكنولوجيا عليه.