رايز أب RISEUP الذي كنا نحبه !!

رايز أب RISEUP
رايز أب RISEUP

رايز أب RISEUP، لا أحد ينكر عليه أنه واحد من الفعاليات الهامة لمجتمع ريادة الأعمال مستثمرين وشركات على حد سواء، إن لم يكن الأهم بالمنطقة.

بدأ إنطلاق فعاليات رايز أب RISEUP في عام 2013، ومنذ ذلك الحين ونحن تقريبًا لم نفوت نسخة من نسخه الثمانية باستثناء نسخة عام “الكورونا” والتي تم عقدها افتراضيًا في أغسطس من العام الماضي.

حراك قوي ما انفك أن يقدمه المؤتمر سنويًا في سوق يجمع خيرة رواد الأعمال والشركات الناشئة التي تقدم حلولاً إبداعية وكذلك قائمة طويلة من المستثمرين وصناديق الاستثمار الأقليمية والعالمية.

لم تخلو فعاليات رايز أب RISEUP على مدار سنواته الماضية من المتحدثين الملهمين والشباب التي تعرض رؤى تبعث الأمل في النفوس وتزيح اليأس عن همم أصحابها.

رايز أب RISEUP
رايز أب RISEUP

نسخة 2021 من رايز أب RISEUP الأسوأ في التنظيم

لم نصادف أحد يشكو من التنظيم في سنوات رايز أب RISEUP السابقة، وكذلك نحن لم نجد عقبات من قبل في ذلك، بل كنا نجد أريحية في الوصول لمقر إقامته “حرم الجامعة الأمريكية بميدان التحرير” وكذلك في الولوج للفعاليات والتغطية الإعلامية وإجراء المقابلات الصحفية.

كنا نجد بشكل دائم كفريق إعلامي مساعدة من جانب المنظمين في الوصول لقاعات الجلسات وتفاصيل عنها، وكذلك الوصول للشركات الناشئة التي نرى فيها فرصة واعدة من زاويتنا المحدودة على الأقل.

حتى المسئولين عن رايز أب RISEUP، مثال عبد الحميد شرارة، لم نجد طوال السنوات الماضية صعوبة في الوصول لهم وإجراء حوار صحفي معهم والتعرف على رؤيتهم لنسخة العام والسوق بشكل كامل.

الأمر أختلف كثيراً هذا العام، بداية من رحلة عناء الدخول، وانتهاءاً بضبابية المشهد داخل الفعاليات.

سوء اختيار المكان

في البداية حدد رايز أب RISEUP مكان عقد نسخة هذا العام على سفح الأهرامات، لا مشكلة الموقع له دلالات كثيرة وعميقة، ولكن المشكلة تنظيمية بحتة.

حاولنا الدخول من البوابة الإعتيادية بعد مدخل فندق مينا هاوس، الا أننا فوجئنا أن الأمن يمنعنا ويطلب منّا الدخول من بوابة طريق الفيوم، والتي لا يعرفها الكثير وأنا منهم.

المسافة كبيرة للنزول من البوابة حتى الشارع الرئيسي للحصول على وسيلة مواصلات أو حتى “أوبر”، لم أكن الوحيد الذي يتعرض لمثل هذا الموقف، فالكثير من الزوار والإعلاميين واجهوا نفس الموقف.

قطعنا مسافة كبيرة بالسيارة من بوابة “مينا هاوس” للدوران من جديد تجاه الرماية مروراً بطريق الفيوم للعودة مرة أخرى للجانب الآخر عند بوابة الدخول، وعندها عليك أن تدخل بوابة التفتيش وركوب حافلات أوبر باص المجانية.

تنقلك حافلات أوبر باص لمسافة ثم تنزل لتركب حافلة أخرى أيضًا لأوبر باص حتى باب دخول المؤتمر.

هذه الرحلة تسببت في تأخري ساعة أو أكثر عن خطتي الزمنية التي وضعتها لذلك اليوم، ناهيك عن الطاقة المهدرة وخاصة أن مهنتنا “مزاج”، وكلما فقدت من طاقتك كلما فقدت كثيراً من مزاجك الجيد ما يؤثر ذلك على مخرجات التغطية الإعلامية وجودتها.

الطامة الكبرى أنه حينما تحدثت مع أحد المسئولين من الشركة المنظمة عن هذه المعاناة يكون الرد “اصلهم مرخمين علينا شوية”، ألم يكن يعلم أحد أن هناك فعالية ستقام في هذا المكان، ألم تقوموا بالتنسيق الكاف، ما ذنبي انا !!.

الاهتمامات متباينة مع المنظمين في رايز أب RISEUP

رايز أب RISEUP هو فعالية لرواد الأعمال والشركات الناشئة، وأنا في الأساس صحفي اقتصادي ومهتم بهذا القطاع الذي أراه واعداً، ولكن يبدو أن هناك تباين في الرؤى بيني وبين المنظمين.

ظهر هذا جليًا في سؤالي متى الجلسات الهامة؟، لأجد الإجابة أن هناك جلسة فيها الموسيقار فلان الفلاني، والفنان فلان الفلاني!!.

توقفت لثواني عن الكلام ووجهت لنفسي اللوم في صمت، لماذا اسألها؟ أنا المخطئ.

حديثي لعقلي:”دعك من هذا كله، يجب أن نحصل على دقائق مع عبد الحميد شرارة”، فطلبت منهم ذلك.

تلقيت إجابة غريبة: “أول ما نتلم عليه هنقولك”، أليس هناك جدول لمواعيد محددة لإجراء المقابلات الصحفية يتم اخطارنا بها، أم أنه يجب أن نظل مرهونين لحين أن “يتلموا عليه”.

بدأت التجول بين العارضين من الشركات الناشئة الذين قد أكون ظلمتهم بعدم إعطائهم حقهم من التغطية الكافية بسبب ما واجهته في ذلك اليوم، أو قد يكون لم يكن هناك شركات تقدم ما يلفت النظر باستثناء واحدة أو أثنين من الشركات، قد أكون مخطئ.

هل أنا من أعاني فقط؟

“جلست ممسكًا بقطعة من البيتزا الباردة محاولاً أن أعيد ترتيب أفكاري للقيام بمهامي في هذا اليوم، شاركني الجلوس شاب جاء لأول مرة الحدث ليتعرف على ما يدور بـ رايز أب RISEUP، و سألني لماذا ترتدي سوار أحمر بينما جميعا نرتدي سوار أصفر، وافهمته إن هذا خاص بالإعلاميين”.

سألني عن رأيي، فأجبت بكل صراحة إنه أسوأ نسخة حضرتها، ولكني تفاجئت إنه لم يتفاجئ لرد فعلي، وسألني “ليه كلكم بتقولوا كدة” وبدأت أشرح وجهة نظري.

كان تحليله الشخصي أن هذا العام “الإيجو كان زيادة لدى المنظمين ليختاروا المكان أمام الأهرامات، الأمر الذي تسبب في معاناة كثير من الحاضرين في الوصول لمكان الفعاليات وكذلك الدخول، وانصرفنا كلاً لطريقه بعد مناقشة لنحو 10 دقائق دون حتى أن نعرف أسماء بعضنا.

عاودت من جديد في محاولة للحصول على موعد محدد لإجراء المقابلة الصحفية مع عبد الحميد شرارة، ولكن وجدت نفس الإجابة، فقررت أن لا أقوم بها حتى وإن عادوا وتحدثوا معي بموعد لإجرائها.

تجولت قليلاً بين الجلسات، هنا جلسة يحضرها أمير برسوم مؤسس “فيزيتا”، وهنا جلسة بها هدير شلبي مدير “طلبات مصر”، الجلسات تعج بالمصادر الجيدة، لكنك ماذا تفيد وقد فقدت طاقتي ومزاجي الجيد للعمل، خسرت وخسروا دعم كنت سأقدمه لهم إعلاميًا.

قررت الإنصراف، وطوال الطريق أقوم بتقليب صفحات السوشيال ميديا فأجد ما كنت أعانيه يشكو منه غيري، تأكدت أنني مصُيب في قرار الانصراف.

نقطة أخيرة وهامة أفتقدها رايز أب RISEUP هذا العام، وهو الدعم الحكومي، لا أعرف من المقصر هل المنظمين أم المسئولين، ولكني لم أجد إي وزير حكومي حاضراً للفعاليات رغم اتساقها مع رؤية الدولة في دعم الشباب ورواد الأعمال.

اتذكر أن النسخة التي سبقت الجائحة كان بها أكثر من وزير منهم عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وغادة والي وزيرة التضامن الإجتماعي ورانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي ومحمد فريد رئيس البورصة المصرية وكذلك الإعلامية لميس الحديدي التي أضافت حينها لمسة خاصة للمؤتمر.

طوال السنوات الماضية كنت ملئي بالشغف لحضور مثل هذه الفعاليات، وكنت أحب حضور رايز أب RISEUP، ولكن هذا العام كان الأسوأ من وجهة نظري.

ملحوظة: اسعار التذاكر لـ رايز أب Raisup وصلت إلى 1000جنيه للزوار، وتصل لـ 12 ألف جنيه للمستثمرين.