حوار| عالم مصري: الميتافيرس هو المستقبل ويجب أن نسارع لتكون لنا الريادة في صناعة التطبيقات

مؤسس فيسبوك يقود ثورة في عالم الواقع الافتراضي "ميتافيرس"
مؤسس فيسبوك يقود ثورة في عالم الواقع الافتراضي "ميتافيرس"

 “الميتافيرس” هو مصطلح تقني أصبح رائج بفضل مارك زوكربيرج، والذي أعلن عن تغيير اسم الشركة الأم الى “ميتا” مستلهما الأسم من هذه التقنية.

زوكربيرج يخصص 20% من موظفي فيسبوك للعمل على تطوير هذه التقنية بينما لا ينتج هذا القطاع سوى 3% من إيراد الشركة، وهذا قد يعكس رؤية الشركة المستقبلية.

العالم المصري حاتم زغلول حل ضيفا على “تيك ريفيو” عبر تطبيق زووم لنناقش معه مستقبل “الميتافيرس”.

زغلول عالم مصري كندي يرجع له الفضل وشريكه ميشيل فتوش في اختراع تقنية الواي فاي والاتصالات السريعة، وهو مصنف ضمن أفضل 40 شخصية في تاريخ كندا. 

إلى نص الحوار: 

اعلن مؤسس الفيسبوك عن تغيير اسم الشركة الأم لـ ميتا” استنادا الى تقنية الـ ميتافيرس..ولكن ما هي الميتافيرس؟ 

في البداية يجب ان نوضح انه لن يغير اسم فيسبوك، ولكن سيغير أسم الشركة الأم لـ ميتا، ولكن فيسبوك سيظل بنفس الأسم.

الميتافيرس هو التواجد الافتراضي، والفكرة منه ان الشخص عندما يرتدي نظارة محددة تمنح لك رؤية بزاوية ثلاثية الأبعاد، والتي تجعلك تشعر انك جوا الصورة التي تراها، فمثلا اذا كنت ترتديها وانت تشاهد التلفزيون ستشعر انه داخل الأحداث بنفسك ولست مجرد مشاهد لتلك الأحداث.

الفكرة الرئيسية هو نقل المستخدم للتواجد الافتراضي.

كيف يمكن أن تغير هذه التقنية من شكل التواصل الاجتماعي في المستقبل؟ 

يجب أن نؤكد في البداية أن هذه تقنية للمستقبل وليس للوقت الحاضر، بمعنى أنها ستكون موجودة بالمستقبل.

اذا اردنا ان نعرف كيف سيكون شكل مستقبل التواصل الاجتماعي في وجود الميتافيرس، فلنراجع شكل التواصل الاجتماعي في التسعينيات، حيث كان يقتصر الأمر على غرف للدردشة عبر أجهزة الحاسب الألي الى ان تحول الى فيسبوك بشكله الحالي، واصبح لكل شخص متواجد افتراضي عبر حساب شخصي عليه صورة له وبيانات، ليقوم بالتواصل مع الأشخاص التي يرغب في التواصل معها بدون حدود فاصلة بينهما، أو التفاعل مع المنشورات بشكل لحظي.

النقلة المستقبلية بسبب الميتافيرس، ستكون من خلال النظارة التي يرتديها المستخدم والأبعاد ثلاثية الابعاد ستنقلك للواقع التي كنت تشاهده على فيسبوك، بمعنى انه بمجرد ارتدائك لهذه النظارة والتي من المتوقع أن يتم تطويرها خلال الفترة الحالية، سيتمكن المستخدم من الانتقال بنفسه افتراضيا ليكون في مكان آخر مع أشخاص آخرين في عالم ثلاثي الأبعاد.

فيمكنك الجلوس مع صديق لي في دولة اخرى وانت في مكانك، او مشاهدة مباراة لكرة القدم فرقة في انجلترا من الملعب وانت في القاهرة، وستظهر بحركتك الطبيعية ولكن بشكل افتراضي.

هذا الأمر قد يؤدي الى انغمار المستخدمين في قضاء أوقات أكبر على منصات التواصل الاجتماعي لأن التجربة ستكون أكثر امتاعا واكثر فاعلية.

ولكن يمكن توظيف هذه التقنية لجعل العمل أكثر متعة، حيث تسمح للشخص بالعمل في بيئة أفضل من اختياره.

الميتافيرس سيضع ضغوط على الدول لإطلاق الجيل الخامس وتطوير بنيتها التكنولوجية

هل هذا يعني أن أفلام الخيال العلمي ستصبح حقيقة ؟ 

بكل تأكيد، هذا الجزء من الخيال العلمي سيصبح موجود، وهو بالفعل متواجد الأن ولكن بشكل بسيط ومحدود، ولكن من المتوقع أن ينمو ليصبح هو الاساس في تعاملات الناس المستقبلية. 

وخاصة ان فيسبوك يعمل على تطوير هذه التقنية بشكل قوي من بعد استحواذه على شركة Oculus لنظارات الواقع الافتراضي في 2014، ويضع كذلك فيها جزء كبير من قوته، حيث أن 20% من موظفي فيسبوك يعملون على هذه التقنية رغم أنها لا تمثل سوى 3% من إيراد فيسبوك، وهذا يعكس اعتماده على هذه التقنية في المستقبل. 

كيف ستغير تقنية الميتافيرس من شكل الأعمال في المستقبل؟ 

ستسارع الدول إلى الاعتماد على تقنيات الجيل الخامس خلال الفترة المقبلة لتتمكن من مواكبة تقنيات الميتفافيرس او الواقع الافتراضي، مثلما ساهمت تقنيات الجيل الرابع في ازدهار صناعة الفيديو عبر الإنترنت، وساهمت الجيل الثالث في انتشار التواصل الاجتماعي، ستسهم أيضا تقنيات الجيل الخامس في انتشار تقنية الواقع الافتراضي ميتافيرس. 

سنجد خلال الفترة القادمة سعي الحكومات الى طرح تقنيات الجيل الخامس، وتحسين البنية التحتية التكنولوجية لتتواكب مع تكنولوجيا المستقبل، وهذا يعني توجه جزء كبير من الأعمال إلى بيزنس البنية التحتية لتقنيات الجيل الخامس. 

كذلك سنجد ازدهار في صناعة التطبيقات المتعلقة بالواقع الافتراضي التي تلبي احتياجات المستخدمين المستقبلية، ولمصر فرصة قوية في هذا الشق وخاصة أن العقول المصرية متميزة جدا في صناعة البرمجيات، ويمكننا العمل على إنشاء تطبيقات تتناسب مع تقنيات الواقع الافتراضي ولكن بشكل يتناسب مع قدرات الدول النامية. 

كذلك ستنتعش صناعة الهاردوير الخاصة بتقنيات ثلاثية الابعاد مثل النظارات، لتلبي احتياجات مقدمي الخدمات بما يتناسب مع مستخدمي نظارات الواقع الافتراضي، ونتوقع ضخ استثمارات ضخ من جانب الشركات في هذا النوع من الصناعة. 

هل تقنية الواقع الافتراضي وانتشارها المستقبلي تضر بالاقتصاد العالمي في ظل توقعات استبدال المستخدمين له بالواقع الفعلي؟ 

بالعكس تقنية الميتافيرس أو الواقع الافتراضي ستسهم في نمو الاقتصاد وتحسين استخدام الموارد، ولكن مثل أي تقنية جديدة ستسهم في ظهور وظائف جديدة وفرص استثمار جديدة وتقتل أخرى. 

فأولى التطبيقات التي تعمل فيسبوك على تسويقها هو العمل عبر المكاتب الافتراضية بالواقع المعزز ثلاثي الأبعاد، ومن المتوقع أن يكون التركيز في الدول المتقدمة على توظيف هذه التقنية في العمل وتحسين الكفاءة والانتاجية. 

فمثلا يمكن مراقبة العمل وخطوط الإنتاج بالمصانع عبر تقنية الواقع الافتراضي، وكذلك التأكد من جودة المنتجات من خطوط الإنتاج مباشرة باستخدام الميتافيرس. 

البلاد النامية ايضا تستفيد بشكل واسع من هذه التقنية، حيث تسمح للعديد العمل عن بُعد وتقديم خدماته لدول أخرى وبالتالي سترتفع الانتاجية لكل فرد. 

الميتافيرس سيغير وجه العالم
الميتافيرس سيغير وجه العالم

موضوعات نرشحها لك:

ما رؤية اورنج مصر للسوق المصري خلال العام المقبل؟ (حوار)

هل تكون العملات المشفرة أداة تحوط ضد التضخم العالمي؟

زغلول: هناك قطاعات قد تتأثر سلبا مثل الفنادق ولكن التقنية الجديدة ستحسن الانتاجية

ولكن هناك تخوف من تأثر بعض الصناعات الأخرى مثل السياحة والسفر وعزوف الناس عن السفر بسبب اعتمادهم على تقنيات الواقع الافتراضي؟ 

هناك بعض القطاعات ستتأثر بالفعل مثل السياحة، ولكن مع قليلا من التطوير ستستفيد، فمثلا يمكن توظيف تقنيات الواقع الافتراضي في تسويق المزارات السياحية الأمر الذي يجذب المستخدم لزيارة هذا المكان. 

فمثلا في مصر يمكن توظيف هذا الشق عبر تقديم تجربة ثلاثية الأبعاد لزيارة الاماكن السياحية والقيام برحلات غوص افتراضية ما يشجع السائحين إلى خوض التجربة بنفسهم. 

كذلك يمكن تخصيص موظفين يشرحون للسائحين افتراضيا المزارات السياحية، وبالتالي يمكن تحويل التحدي الى فرصة حقيقية. 

ولكن بلا شك هناك بعض القطاعات ستتأثر سلبا، مثل الفنادق التي قد تواجه تحدي في انخفاض معدلات الإشغال لديها. 

مصر لديها فرصة قوية للسبق بتجهيز مزاراتها السياحية بتقنية ثلاثية الأبعاد لتقديم السياحة الخاصة بها أونلاين. 

مصر يمكنها قيادة العالم في تطبيقات الواقع الافتراضي للقطاع السياحي

هل تقنية الواقع الافتراضي “ميتافيرس” ستصيب المستخدمين بالكسل ؟ 

بلا شك بعض الناس قد يصابوا بالكسل بالاعتماد على التكنولوجيا، ولكن أي تقنية يمكن استخدامها بشكل ايجابي او سلبي، فمثلا يمكنك التمرن في المنزل ولكن افتراضيا ستكون تمارس التمرين مع مجموعة من الأصدقاء في مكان آخر. 

كيف يمكن أن تستفيد مصر من هذه التقنية بحيث يكون لها السبق؟ 

يجب أن يتم تشكيل لجنة يمثل العلماء أغلبها في التكنولوجيا والاتصالات والذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي وكذلك بها ممثلين بالسياحة، لوضع تصور لخريطة من التطبيقات التي تستخدم تقنيات الواقع الافتراضي بما يخدم السياحة المصرية، ما يجعل لمصر السبق ويجعلنا مصدرين لهذه الحلول لدول أخرى وخاصة أن المجال مازال بكر.